بعكوكة
ديسمبر 02, 2017
قصة ريا وسكينة الحقيقية يناير 1920
القصه الحقيقيه كامله
=========================================
بداية تلقي البلاغات :نحن الآن في منتصف شهر يناير 1920 حينما تقدمت السيدة زينب حسن وعمرها يقترب من الأربعين عاما ببلاغ إلي حكمدار بوليس الإسكندرية عن اختفاء ابنتها نظله أبو الليل البالغة من العمر 25 عاما!..كان هذا هو البلاغ الأول الذي بدأت معه مذبحه النساء تدخل إلي الأماكن الرسمية.وتلقي بالمسؤولية على أجهزة الأمن..قالت صاحبه البلاغ إن ابنتها نظله اختفت من عشرة أيام بعد إن زارتها سيدة تاركه (غسيلها) منشورا فوق السطوح.. تاركه شقتها دون أن ينقص منها شيء! وعن أوصاف الابنة التي اختفت قالت ألام أنها نحيفة الجسد ..متوسطه الطول..سمراء البشرة..تتزين بغوايش ذهب في يدها وخلخال فضه وخاتم حلق ذهب !.وانتهي بلاغ ألام بأنها تخشي أن تكون ابنتها قد قتلت بفعل فاعل لسرقة الذهب الذي تتحلي به !..وفي 16 مارس كان البلاغ الثاني الذي تلقاه رئيس نيابة الإسكندرية الأهلية من محمود مرسي عن اختفاء أخته زنوبه حرم حسن محمد زيدان.
الغريب والمثير والمدهش أن صاحب البلاغ وهو يروي قصه اختفاء أخته ذكر اسم ريه وسكينه ..ولكن الشكوك لم تتجه إليهما !وقد أكد محمود مرسي أن أخته زنوبه خرجت لشراء لوازم البيت فتقابلت مع سكينه وأختها ريه وذهبت معهما إلى بيتهما ولم تعد أخته مرة أخري !وقبل أن تتنبه أجهزة الأمن إلي خطورة ما يجري أو تفيق من دهشتها أمام البلاغين السابقين يتلقي وكيل نيابة المحاكم الأهلية بلاغا من فتاة عمرها خمسه عشرة عاما اسمها...........(أم إبراهيم) عن اختفاء أمها زنوبة عليوة وهي بائعة طيور عمرها36 عاما ..ومرة أخرى تحدد صاحبه البلاغ اسم سكينه باعتبارها آخر من تقابل مع والدتها زنوبه!في نفس الوقت يتلقي محافظ الإسكندرية بلاغا هو الآخر من حسن الشناوي..الجنايني بجوار نقطه بوليس المعزورة بالقباري..يؤكد صاحب البلاغ أن زوجته نبويه علي اختفت من عشرين يوما!ينفلت الأمر وتصحبه الحكايات علي كل لسان وتموج الإسكندرية وغيرها من المدن بفزع ورعب غير مسبوقين فالبلاغات لم تتوقف والجناة المجهولون ما زالوا يخطفن النساء.بلاغ آخر يتلقاه محافظ الإسكندرية من نجار اسمه محمد احمد رمضان عن اختفاء زوجته فاطمة عبدربه وعمرها50 عاما وتعمل (شيخه مخدمين) ويقول زوج فاطمة أنها خرجت ومعها 54 جنيها وتتزين ب18غويشه وزوج (مباريم) وحلق وكلها من الذهب الخالص- ويعط الرجل أوصاف زوجته فهي قمحية اللون طويلة القامة فقدت البصر بعينها اليمني ولهذا ينادونها بفاطمة العوراء كما أنها ترتدي ملاءة (كوريشه)سوداء وجلباب كحلي وفي قدميها تلبس صندل!ثم كان بلاغ عن اختفاء فتاة عمرها 13عاما اسمها قنوع عبد الموجود و بلاغ أخر من تاجر سوري الجنسية اسمه الخواجة وديع جرجس عن اختفاء فتاة عمرها 12 عاما اسمها لولو مرصعي تعمل خادمه له خرجت لشراء أشياء من السوق ولم تعد .. البلاغات لا تتوقف والخوف يسيطر علي كل البيوت وحكاية عصابة خطف النساء فوق كل لسان بلاغ أخر عن اختفاء سليمة إبراهيم الفقي بائعه الكيروسين التي تسكن بمفردها في حارة اللبان ثم بلاغ آخر يتلقاه اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم بوليس اللبان من السيدة خديجة حرم احمد علي الموظف بمخازن طنطا قالت صاحبه البلاغ وهي سودانية الجنسية أن ابنتها فردوس اختفت فجأة وكانت تتزين بمصاغ ثمنه 60 جنيها وزوج أساور ثمنه 35 جنيها وحلق قشرة وقلب ذهب معلق بسلسلة ذهب وخاتمين حريمي بثلاثة جنيهات هذه المرة يستدعي اليوزباشي إبراهيم حمدي كل من له علاقة بقصه اختفاء فردوس وينجح في تتبع رحله خروجها من منزلها حتى لحظه اختفائها وكانت المفاجئة أن يقفز اسم سكينه من جديد لتكون أخر من شوهدت مع فردوس!ويتم استدعاء سكينه ولم تكن المرة الأولي التي تدخل فيها سكينه قسم البوليس لسؤالها في حادث اختفاء احدي السيدات ومع هذا تخرج سكينه من القسم وقد نجحت ببراعة في إبعاد كل الشبهات عنها وإبطال كل الدلائل ضدها!عجزت أجهزة الأمن أمام كل هذه البلاغات وكان لابد من تدخل عدالة السماء لتنقذ الناس من دوامه الفزع لتقتص للضحايا وتكشف الجناة وهنا تتوالي المفاجآت من جديد حينما تحكم عدالة السماء قبضتها و تنسج قصة الصدفة التي ستكشف عن أكبر مذبحه للنساء في تاريخ الجريمة في مصر كانت البداية صباح 11 ديسمبر 1920حينما تلقى اليوزباشى إبراهيم حمدي
إشارة تليفونيه من عسكري الدورية بشارع أبي الدرداء بالعثور علي جثه امرأة بالطريق العام وتؤكد الإشارة وجود بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحه من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء مقلمه بأبيض ولا يمكن معرفه صاحبه الجثة ينتقل ضباط البوليس إلى الشارع وهناك يؤكد زبال المنطقة انه عثر على الجثة تحت طشت غسيل قديم وأمام حيره ضابط البوليس لعدم معرفه صاحبه الجثة وان كانت من الغائبات أم لا. يتقدم رجل ضعيف البصر اسمه احمد مرسي عبده ببلاغ إلى الكونستابل الإنجليزي جون فيليبس النوبتجي بقسم اللبان يقول الرجل في بلاغه انه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه والقيام ببعض أعمال السباكة فوجئ بالعثور علي عظام أدميه فأكمل الحفر حتى عثر علي بقيه الجثة التي دفعته للإبلاغ عنها فورا يتحمس ملازم شاب بقسم اللبان أمام البلاغ المثير فيسرع بنفسه إلى بيت الرجل الذي لم يكن يبعد عن القسم أكثر من 50 مترا يري الملازم الشاب الجثة بعينيه فيتحمس أكثر للتحقيق والبحث في القضية المثيرة ويكتشف في النهاية انه أمام مفاجأة جديدة لكنها هذه المرة من العيار الثقيل جدا أكدت تحريات الملازم الشاب أن البيت الذي عثر فيها الرجل علي جثه أدميه كان يستأجره رجل اسمه محمد احمد السمني وكان هذا السمني يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء الذين استأجروا من الباطن في الفترة الماضية سكينه بنت علي وصالح سليمان ومحمد شكيرة وان سكينه بالذات هي التي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل علي الجثة تحت البلاط وأكدت تحريات الضابط المتحمس جدا أن سكينه استأجرت من الباطن هذه الحجرة ثم تركتها مرغمه بعد أن طرد صاحب البيت بحكم قضائي المستأجر الأصلي لهذه الغرف السمني وبالتالي يشمل حكم الطرد المستأجرين منه من الباطن وعلى رأسهم سكينه وقال الشهود من الجيران أن سكينه حاولت العودة إلى استئجار الغرفة بكل الطرق والإغراءات لكن صاحب البيت ركب رأسه وأعلن أن عودة سكينه إلى الغرفة لن تكون إلا علي جثته والمؤكد أن صاحب البيت كان محقا فقد ضاق كل الجيران بسلوك سكينه والنساء الخليعات اللاتي يترددن عليها مع بعض الرجال البلطجيه !أخيرا وضع الملازم الشاب يده علي أول خيط لقد ظهرت جثتان احدهما في الطريق العام وواضح أنها لامرأة والثانية في غرفه كانت تستأجرها سكينه وواضح أيضا أنها جثه امرأة لوجود شعر طويل علي عظام الجمجمة كما هو ثابت من المعاينة وبينما الضابط لا يصدق نفسه بعد أن اتجهت أصابع الاتهام لأول مرة نحو سكينه كانت عدالة السماء مازالت توزع هداياها علي أجهزة الأمن فيتوالي ظهور الجثث المجهولة استطاعت ريا أن تخدع سكينه وتورطها واستطاعت سكينه أن تخدع الشرطة وتورط معها بعض الرجال لكن الدنيا لم تكن يوما علي مزاج ريه أو علي كيف سكينه ومهما بلغت مهارة الإنسان في الشر فلن يكون أبدا اقوي من الزمن وهكذا كان لابد أن تصطدم ريا وسكينه بصخرة من صخور الزمن المحفور عليها القدر والمكتوب
أدلة الاتهام:بعد أن ظهرت الجثتان المجهولتان لاحظ احد المخبريين السريين المنتشرين في كل أنحاء الإسكندرية بحثا عن أي أخبار تخص عصابة خطف النساء لاحظ هذا المخبر واسمه احمد البرقي انبعاث رائحة بخور مكثفه من غرفه ريا بالدور الأرضي بمنزل خديجة أم حسب بشارع علي بك الكبير وأكد المخبر أن دخان البخور كان ينطلق من نافذة الحجرة بشكل مريب مما آثار شكوكه فقرر أن يدخل الحجرة التي يعلم تمام العلم أن صاحبتها هي ريه أخت سكينه إلا انه كما يؤكد المخبر في بلاغه أصابها ارتباك شديد حينما سألها المخبر عن سر إشعال هذه الكميه الهائلة من البخور في حجرتها وعندما أصر المخبر علي أن يسمع إجابة من ريه أخبرته أنها كانت تترك الحجرة وبداخلها بعض الرجال اللذين يزرونها وبصحبتهم عدد من النساء فإذا عادت ريا وجدتهم انصرفوا ورائحة الحجرة لا تطاق إجابة ريا أشعلت الشك الكبير في صدر المخبر السري احمد البرقي الذي لعب دورا كبيرا فاق دور بعض اللواءات الذين تسابقوا فيما بعد للحصول علي الشهرة بعد القبض علي ريا وسكينه بينما تواري اسم المخبر السري احمد البرقي . لقد أسرع المخبر احمد البرقي إلى اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم اللبان ليبلغه في شكوكه في ريا وغرفتها ،على الفور تنتقل قوة من ضباط الشرطة والمخبرين والصولات إلى الغرفة ليجدوا أنفسهم أمام مفاجأة جديدة لقد شاهد الضابط رئيس القوة صندرة من الخشب تستخدم للتخزين داخلها والنوم فوقها ويأمر الضابط بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة فيكتشف الضابط من جديد أن البلاط الموجود فوق أرضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة يصدر الأمر بنزع البلاط وكلما نزع المخبرون بلاطه تصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله إنسان تحامل اليوزباشي إبراهيم حمدي حتى تم نزع اكبر كميه من البلاط فتطهر جثة امرأة تصاب ريا بالهلع ويزداد ارتباكها بينما يأمر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ علي الجثة حتى يحرر محضرا بالواقعة في القسم ويصطحب ريا معه إلى قسم اللبان لكنه لا يكاد يصل إلى بوابة القسم حتى يتم إخطاره بالعثور علي الجثة الثانية بل تعثر القوة الموجودة بحجرة ريا علي دليل دامغ وحاسم هو ختم حسب الله المربوط في حبل دائري يبدو أن حسب الله كان يعلقه في رقبته وسقط منه وهو يدفن احدي الجثث لم تعد ريا قادرة علي الإنكار خاصة بعد وصول بلاغ جديد إلى الضابط من رجاله بالعثور علي جثه ثالثة.اعترافات:وهنا تضطر ريا إلى الاعتراف بأنها لم تشترك في القتل ولكن الرجلين كانت تترك لهما الغرفة فيأتيان فيها بالنساء وربما ارتكب جرائم قتل في الحجرة أثناء غيابها هكذا قالت ريا في البداية وحددت الرجلين بأنهما عرابي واحمد الجدر وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت أنها عرفت عرابي من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقها وتعرفت علي احمد الجدر من خلال عرابي وقالت ريا أن زوجها يكره هذين الرجلين لأنه يشك في أن احدهما يحبها القضية بدأت تتضح معالمها والخيوط بدأت تنفك عن بعضها ليقترب اللغز من الانهيار تـأمر النيابة بالقبض علي كل من ورد اسمه في البلاغات الأخيرة خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفه أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل ريا، كانت الجثث للمجني عليهن فردوس وزنوبه بنت عليوة وأمينه بعد القبض علي جميع المتهمين تظهر مفاجأة جديدة على يد الصول محمد الشحات هذه المرة جاء الصول العجوز بتحريات تؤكد أن ريا كانت تستأجر حجرة أخرى بحارة النجاة من شارع سيدي اسكندر تنتقل قوة البوليس بسرعة إلى العنوان الجديد وتأمر السكان الجدد بإخلاء حجرتين تأكد الضباط أن سكينه استأجرت إحداهما في فترة وريا احتفظت بالأخرى كان في حجرة سكينه صندرة خشبية تشبه نفس الصندرة التي كانت في غرفه ريا تتم نفس إجراءات نزع الصندرة والحفر تحت البلاط ويبدأ ظهور الجثث من جديد! لقد اتضحت الصورة تماما جثث في جميع الغرف التي كانت تستأجرها ريا وسكينه في المنازل رقم 5 ش ماكوريس و38 ش علي بك الكبير و8 حارة النجاة و6 حارة النجاة ولأول مرة يصدر الأمر بتشميع منزل سكينه بعد هذا التفتيش تتشجع أجهزة الأمن وتنفتح شهيتها لجمع المزيد من الأدلة حتى لا يفلت زمام القضية من يدي العدالة ينطلق الضباط إلى بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ويعثر الملازم احمد عبدالله من قوة المباحث علي مصوغات وصور وكمبيالة بمائه وعشرين جنيها في بيت المتهم عرابي حسان كما يعثر نفس الضابط علي أوراق واحراز أخرى في بيت احمد الجدر وفي هذا الوقت لم يكن حماس الملازم الشاب عبد الغفار قد فتر لقد تابع الحفر في حجرة ريا حتى تم العثور علي جثة جديدة لإحدى النساء بعدها تطير معلومة إلى مأمور قسم اللبان محمد كمال بان ريا كانت تسكن في بيت آخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذه المعلومة ويقول أن ريا تركت هذا السكن بحجه أن المنطقة سيئة السمعة وتقوم قوة من البوليس باصطحاب ريا من السجن إلى بيتها في كرموز ويتم الحفر هناك فيعثر الضباط علي جثه امرأة جديدة!كانت الأدلة تتوالي وان كان أقواها جلباب نبويه الذي تم العثور عليه في بيت سكينه وأكدت بعض النسوة من صديقات نبويه أن الجلباب يخصها ولقد اعترفت سكينه بأنه جلباب نبوية ولكنها قالت أن العرف السائد بين النساء في الحي هو أن يتبادلن الجلاليب وأنها أعطت نبويه جلبابا وأخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت سكينه نجحت سكينه كثيرا في مراوغه المباحث لكن ريا اختصرت الطريق وآثرت الاعتراف مبكرا قالت ريا في بداية اعترافها أنها امرأة ساذجة وان الرجال كنوا يأتون إلى حجرتها بالنساء أثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وأنها لم تحضر سوي عمليه قتل واحدة وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في القضية بديعة
بنت ريا التي طلبت الحصول علي الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها سكينه وزوجها وبالفعل طمأنوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن ورغم الاعترافات الكاملة لبديعة إلا أنها حاولت أن تخفف من دور أمها ريا ولو علي حساب خالتها سكينه بينما كانت سكينه حينما تعترف بشكل نهائي تخفف من دور زوجها ثم تعلن أمام وكيل النيابة أنها غارقة في حبه وتطلب أن يعذروها بعد أن علمت سكينه أن ريا اعترفت في مواجهة بينهما أمام النيابة قالت سكينه أن ريا هي أختها الكبيرة وتعلم أكثر منها بشؤون الحياة وأنها ستعترف مثلها بكل شيء وجاءت اعترافات سكينه كالقنبلة المدوية قالت في اعترافاتها لما أختي ريا عزلت للبيت المشؤم في شارع علي بك الكبير وأنا عزلت في شارع ماكوريس جاءتني ريا تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمة وطلبت ريا أن اذهب معها إلى بيتها اعتذرت لعدم قدرتي علي المشي لكن ريا شجعتني لغاية ما قمت معها..وإحنا ماشيين لقيتها بتحكيلي عن جارتنا هانم اللي اشترت كام حته ذهب قلت لها (وماله دي غلبانه) قالت لي(لا..لازم نز علوها أم دم تقيل دي) ولما وصلنا بيت ريا لقيت هناك زوجي عبد العال وحسب الله زوج ريا وعرابي وعبد الرازق الغرفة كانت مظلمة وكنت هصرخ لما شفت جثة هانم وهي ميتة وعينيها مفتوحة تحت الدكه الرجالة كانوا بيحفروا تحت الصندرة ولما شعروا أني خايفه قالوا لي إحنا أربعه وبرة في ثمانية وإذا أتكلمت هيعملوا فيا زي هانم !..كنت خايفه قوي لكني قلت لنفسي وأنا مالي طالما الحاجة دي محصلتش في بيتي وبعد ما دفنوا الجثة أعطوني ثلاثة جنيهات رحت عالجت بيهم رجلي ودفعت أجرة الحلاق اللي فتحلي الخراج بس وأنا راجعه قلت لنفسي أنهم كدة معايا علشان ابقي شريكه لهم ويضمنوا أني مافتحش بقي وتروي سكينه في باقي اعترافاتها قصه قتل 17 سيدة وفتاة لكنها تؤكد أن أختها ريا هي التي ورطتها في المرة الأولى مقابل ثلاثة جنيهات وبعد ذلك كانت تحصل علي نصيبها من كل جريمة دون أن تملك الاعتراض خوفا من أن يقتلها عبد العال ورجاله! وتتوالي اعترافات المتهمين عبد العال الشاب الذي بدا حياته في ظروف لا دخل لإرادته فيها طلب منه أهله أن يتزوج أرمله أخيه فلم يعترض ولم يدري انه سيتزوج اكبر سفاحه نساء في تاريخ الجريمة وحسب الله الشاب الذي ارتمي في أحضان سكينه أربع سنوات بعيدا عن أمه التي تحضر فجأة للسؤال عن ابنها الجاحد فتكتشف انه تزوج من سكينه وتلتقي بها أم حسب الله فتبكي الأم وتطلب من ابنها أن يطلق هذه السيدة فورا لكن حسب الله يجرفه تيار الحب إلى سكينه ثم تجرفه سكينه إلى حبل المشنقة ليتذكر وهو أمام عشماوي انه لو استجاب لنصيحة أمه لكانت الحياة من نصيبه حتى يلقي ربه برضاء الوالدين وليس بفضيحة مدوية كانت وراء كل متهم حكاية ووراء كل قتيله مأساةمرافعة رئيس النيابة تنهي حياة السفاحين :ووضعت النيابة يدها علي كافه التفاصيل ليقدم رئيس النيابة مرافعة رائعة في جلسه المحاكمة التي انعقدت يوم 10 مايو عام 1921 وكان حضور المحاكمة بتذاكر خاصة أما الجمهور العادي الذي كان يزدحم بشده لمشاهده المتهمين في القفص فكان يقف خلف حواجز خشبية وقال رئيس النيابة في مرافعته التاريخية : هذه الجريمة من أفظع الجرائم وهي أول جريمة من نوعها حتى أن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم إلى القضاء هذه العصابة تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات وقد نزح المتهمون من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات وكانت سكينه من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها وكان زوجها في كفر الزيات يدعي انه يشتغل في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات بعد ذلك سافر المتهمان حسب الله وعبد العال واتفقت سكينه وريا علي فتح بيوت للهوي وكان كل من يتعرض لهما يتصدي له عرابي الذي كان يحميهما وكان عبد الرازق مثله كمثل عرابي يحمي البيت اللي في حارة النجاة وثبت من التحقيقات أن عرابي هو الذي أشار على ريا بفتح بيت شارع علي بك الكبير أما عن موضوع القضية فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها وكانت تلك طريقه عقيمة لان التحريات والتحقيقات كانت ناقصة مع أن البلاغات كانت تحال إلى النيابة وتأمر الإدارة بالبحث والتحري عن الغائبات إلى أن ظهرت الجثة فعدلت الداخلية طريقه التحقيق عمن يبلغ عنها وآخر من غابت من النساء كانت فردوس يوم 12نوفمبر وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر وأثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان احد الناس وهو المدعو مرسي وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل ريا فعثر علي جثه بني ادم فاخبر خاله الذي ابلغ البوليس وذهب البوليس إلى منزل ريا للاشتباه لأنها كانت تبخر منزلها لكن الرائحة الكريهة تغلبت علي البخور فكبس البوليس علي المنزل وسالت ريا فكانت أول كلمه قالتها أن عرابي حسان هو القاتل بعد أن أرشدت عن الجثث وتم العثور علي ثلاث جثث واتهمت ريا احمد الجدر وقالت أن عديله كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وان عديله لم تذهب إلى بيت ريا إلا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله واعترفت سكينه أيضا اعترافا أوضح من اعتراف ريا ثم احضر حسب الله وعبد العال وأمامهما قالت ريا وسكينه نحن اعترفنا فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أي شائبة وعندما بدا رئيس النيابة يتحدث عن المتهمة أمينه بنت منصور قالت أمينه أنا مظلومة فصاحت فيها سكينه من داخل قفص الاتهام أزاي مظلومة وفي جثه مدفونة في بيتك دي انتي أصل كل شيء من الأول ويستطرد رئيس النيابة ليصل إلى ذروة الإثارة في مرافعته حينما يقول :أن النيابة تطلب الحكم بالإعدام علي المتهمين السبعة الأول بمن فيهم (الحرمتين)ريا وسكينه لان الأسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالإعدام علي النسوة قد زالت وهي أن الإعدام كان يتم خارج السجن..أما الآن فالإعدام يتم داخل السجن ..وتطلب النيابة معاقبه المتهمين الثاني والتاسع بالإشغال الشاقة المؤبدة ومعاقبه الصائغ بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراي محكمة الإسكندرية الأهلية في يوم الاثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339). رئيس المحكمة مــــلاحــظـــــــــة هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن في 30 أكتوبر سنة 1921
=========================================
بداية تلقي البلاغات :نحن الآن في منتصف شهر يناير 1920 حينما تقدمت السيدة زينب حسن وعمرها يقترب من الأربعين عاما ببلاغ إلي حكمدار بوليس الإسكندرية عن اختفاء ابنتها نظله أبو الليل البالغة من العمر 25 عاما!..كان هذا هو البلاغ الأول الذي بدأت معه مذبحه النساء تدخل إلي الأماكن الرسمية.وتلقي بالمسؤولية على أجهزة الأمن..قالت صاحبه البلاغ إن ابنتها نظله اختفت من عشرة أيام بعد إن زارتها سيدة تاركه (غسيلها) منشورا فوق السطوح.. تاركه شقتها دون أن ينقص منها شيء! وعن أوصاف الابنة التي اختفت قالت ألام أنها نحيفة الجسد ..متوسطه الطول..سمراء البشرة..تتزين بغوايش ذهب في يدها وخلخال فضه وخاتم حلق ذهب !.وانتهي بلاغ ألام بأنها تخشي أن تكون ابنتها قد قتلت بفعل فاعل لسرقة الذهب الذي تتحلي به !..وفي 16 مارس كان البلاغ الثاني الذي تلقاه رئيس نيابة الإسكندرية الأهلية من محمود مرسي عن اختفاء أخته زنوبه حرم حسن محمد زيدان.
الغريب والمثير والمدهش أن صاحب البلاغ وهو يروي قصه اختفاء أخته ذكر اسم ريه وسكينه ..ولكن الشكوك لم تتجه إليهما !وقد أكد محمود مرسي أن أخته زنوبه خرجت لشراء لوازم البيت فتقابلت مع سكينه وأختها ريه وذهبت معهما إلى بيتهما ولم تعد أخته مرة أخري !وقبل أن تتنبه أجهزة الأمن إلي خطورة ما يجري أو تفيق من دهشتها أمام البلاغين السابقين يتلقي وكيل نيابة المحاكم الأهلية بلاغا من فتاة عمرها خمسه عشرة عاما اسمها...........(أم إبراهيم) عن اختفاء أمها زنوبة عليوة وهي بائعة طيور عمرها36 عاما ..ومرة أخرى تحدد صاحبه البلاغ اسم سكينه باعتبارها آخر من تقابل مع والدتها زنوبه!في نفس الوقت يتلقي محافظ الإسكندرية بلاغا هو الآخر من حسن الشناوي..الجنايني بجوار نقطه بوليس المعزورة بالقباري..يؤكد صاحب البلاغ أن زوجته نبويه علي اختفت من عشرين يوما!ينفلت الأمر وتصحبه الحكايات علي كل لسان وتموج الإسكندرية وغيرها من المدن بفزع ورعب غير مسبوقين فالبلاغات لم تتوقف والجناة المجهولون ما زالوا يخطفن النساء.بلاغ آخر يتلقاه محافظ الإسكندرية من نجار اسمه محمد احمد رمضان عن اختفاء زوجته فاطمة عبدربه وعمرها50 عاما وتعمل (شيخه مخدمين) ويقول زوج فاطمة أنها خرجت ومعها 54 جنيها وتتزين ب18غويشه وزوج (مباريم) وحلق وكلها من الذهب الخالص- ويعط الرجل أوصاف زوجته فهي قمحية اللون طويلة القامة فقدت البصر بعينها اليمني ولهذا ينادونها بفاطمة العوراء كما أنها ترتدي ملاءة (كوريشه)سوداء وجلباب كحلي وفي قدميها تلبس صندل!ثم كان بلاغ عن اختفاء فتاة عمرها 13عاما اسمها قنوع عبد الموجود و بلاغ أخر من تاجر سوري الجنسية اسمه الخواجة وديع جرجس عن اختفاء فتاة عمرها 12 عاما اسمها لولو مرصعي تعمل خادمه له خرجت لشراء أشياء من السوق ولم تعد .. البلاغات لا تتوقف والخوف يسيطر علي كل البيوت وحكاية عصابة خطف النساء فوق كل لسان بلاغ أخر عن اختفاء سليمة إبراهيم الفقي بائعه الكيروسين التي تسكن بمفردها في حارة اللبان ثم بلاغ آخر يتلقاه اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم بوليس اللبان من السيدة خديجة حرم احمد علي الموظف بمخازن طنطا قالت صاحبه البلاغ وهي سودانية الجنسية أن ابنتها فردوس اختفت فجأة وكانت تتزين بمصاغ ثمنه 60 جنيها وزوج أساور ثمنه 35 جنيها وحلق قشرة وقلب ذهب معلق بسلسلة ذهب وخاتمين حريمي بثلاثة جنيهات هذه المرة يستدعي اليوزباشي إبراهيم حمدي كل من له علاقة بقصه اختفاء فردوس وينجح في تتبع رحله خروجها من منزلها حتى لحظه اختفائها وكانت المفاجئة أن يقفز اسم سكينه من جديد لتكون أخر من شوهدت مع فردوس!ويتم استدعاء سكينه ولم تكن المرة الأولي التي تدخل فيها سكينه قسم البوليس لسؤالها في حادث اختفاء احدي السيدات ومع هذا تخرج سكينه من القسم وقد نجحت ببراعة في إبعاد كل الشبهات عنها وإبطال كل الدلائل ضدها!عجزت أجهزة الأمن أمام كل هذه البلاغات وكان لابد من تدخل عدالة السماء لتنقذ الناس من دوامه الفزع لتقتص للضحايا وتكشف الجناة وهنا تتوالي المفاجآت من جديد حينما تحكم عدالة السماء قبضتها و تنسج قصة الصدفة التي ستكشف عن أكبر مذبحه للنساء في تاريخ الجريمة في مصر كانت البداية صباح 11 ديسمبر 1920حينما تلقى اليوزباشى إبراهيم حمدي
إشارة تليفونيه من عسكري الدورية بشارع أبي الدرداء بالعثور علي جثه امرأة بالطريق العام وتؤكد الإشارة وجود بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحه من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء مقلمه بأبيض ولا يمكن معرفه صاحبه الجثة ينتقل ضباط البوليس إلى الشارع وهناك يؤكد زبال المنطقة انه عثر على الجثة تحت طشت غسيل قديم وأمام حيره ضابط البوليس لعدم معرفه صاحبه الجثة وان كانت من الغائبات أم لا. يتقدم رجل ضعيف البصر اسمه احمد مرسي عبده ببلاغ إلى الكونستابل الإنجليزي جون فيليبس النوبتجي بقسم اللبان يقول الرجل في بلاغه انه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه والقيام ببعض أعمال السباكة فوجئ بالعثور علي عظام أدميه فأكمل الحفر حتى عثر علي بقيه الجثة التي دفعته للإبلاغ عنها فورا يتحمس ملازم شاب بقسم اللبان أمام البلاغ المثير فيسرع بنفسه إلى بيت الرجل الذي لم يكن يبعد عن القسم أكثر من 50 مترا يري الملازم الشاب الجثة بعينيه فيتحمس أكثر للتحقيق والبحث في القضية المثيرة ويكتشف في النهاية انه أمام مفاجأة جديدة لكنها هذه المرة من العيار الثقيل جدا أكدت تحريات الملازم الشاب أن البيت الذي عثر فيها الرجل علي جثه أدميه كان يستأجره رجل اسمه محمد احمد السمني وكان هذا السمني يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء الذين استأجروا من الباطن في الفترة الماضية سكينه بنت علي وصالح سليمان ومحمد شكيرة وان سكينه بالذات هي التي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل علي الجثة تحت البلاط وأكدت تحريات الضابط المتحمس جدا أن سكينه استأجرت من الباطن هذه الحجرة ثم تركتها مرغمه بعد أن طرد صاحب البيت بحكم قضائي المستأجر الأصلي لهذه الغرف السمني وبالتالي يشمل حكم الطرد المستأجرين منه من الباطن وعلى رأسهم سكينه وقال الشهود من الجيران أن سكينه حاولت العودة إلى استئجار الغرفة بكل الطرق والإغراءات لكن صاحب البيت ركب رأسه وأعلن أن عودة سكينه إلى الغرفة لن تكون إلا علي جثته والمؤكد أن صاحب البيت كان محقا فقد ضاق كل الجيران بسلوك سكينه والنساء الخليعات اللاتي يترددن عليها مع بعض الرجال البلطجيه !أخيرا وضع الملازم الشاب يده علي أول خيط لقد ظهرت جثتان احدهما في الطريق العام وواضح أنها لامرأة والثانية في غرفه كانت تستأجرها سكينه وواضح أيضا أنها جثه امرأة لوجود شعر طويل علي عظام الجمجمة كما هو ثابت من المعاينة وبينما الضابط لا يصدق نفسه بعد أن اتجهت أصابع الاتهام لأول مرة نحو سكينه كانت عدالة السماء مازالت توزع هداياها علي أجهزة الأمن فيتوالي ظهور الجثث المجهولة استطاعت ريا أن تخدع سكينه وتورطها واستطاعت سكينه أن تخدع الشرطة وتورط معها بعض الرجال لكن الدنيا لم تكن يوما علي مزاج ريه أو علي كيف سكينه ومهما بلغت مهارة الإنسان في الشر فلن يكون أبدا اقوي من الزمن وهكذا كان لابد أن تصطدم ريا وسكينه بصخرة من صخور الزمن المحفور عليها القدر والمكتوب
أدلة الاتهام:بعد أن ظهرت الجثتان المجهولتان لاحظ احد المخبريين السريين المنتشرين في كل أنحاء الإسكندرية بحثا عن أي أخبار تخص عصابة خطف النساء لاحظ هذا المخبر واسمه احمد البرقي انبعاث رائحة بخور مكثفه من غرفه ريا بالدور الأرضي بمنزل خديجة أم حسب بشارع علي بك الكبير وأكد المخبر أن دخان البخور كان ينطلق من نافذة الحجرة بشكل مريب مما آثار شكوكه فقرر أن يدخل الحجرة التي يعلم تمام العلم أن صاحبتها هي ريه أخت سكينه إلا انه كما يؤكد المخبر في بلاغه أصابها ارتباك شديد حينما سألها المخبر عن سر إشعال هذه الكميه الهائلة من البخور في حجرتها وعندما أصر المخبر علي أن يسمع إجابة من ريه أخبرته أنها كانت تترك الحجرة وبداخلها بعض الرجال اللذين يزرونها وبصحبتهم عدد من النساء فإذا عادت ريا وجدتهم انصرفوا ورائحة الحجرة لا تطاق إجابة ريا أشعلت الشك الكبير في صدر المخبر السري احمد البرقي الذي لعب دورا كبيرا فاق دور بعض اللواءات الذين تسابقوا فيما بعد للحصول علي الشهرة بعد القبض علي ريا وسكينه بينما تواري اسم المخبر السري احمد البرقي . لقد أسرع المخبر احمد البرقي إلى اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم اللبان ليبلغه في شكوكه في ريا وغرفتها ،على الفور تنتقل قوة من ضباط الشرطة والمخبرين والصولات إلى الغرفة ليجدوا أنفسهم أمام مفاجأة جديدة لقد شاهد الضابط رئيس القوة صندرة من الخشب تستخدم للتخزين داخلها والنوم فوقها ويأمر الضابط بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة فيكتشف الضابط من جديد أن البلاط الموجود فوق أرضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة يصدر الأمر بنزع البلاط وكلما نزع المخبرون بلاطه تصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله إنسان تحامل اليوزباشي إبراهيم حمدي حتى تم نزع اكبر كميه من البلاط فتطهر جثة امرأة تصاب ريا بالهلع ويزداد ارتباكها بينما يأمر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ علي الجثة حتى يحرر محضرا بالواقعة في القسم ويصطحب ريا معه إلى قسم اللبان لكنه لا يكاد يصل إلى بوابة القسم حتى يتم إخطاره بالعثور علي الجثة الثانية بل تعثر القوة الموجودة بحجرة ريا علي دليل دامغ وحاسم هو ختم حسب الله المربوط في حبل دائري يبدو أن حسب الله كان يعلقه في رقبته وسقط منه وهو يدفن احدي الجثث لم تعد ريا قادرة علي الإنكار خاصة بعد وصول بلاغ جديد إلى الضابط من رجاله بالعثور علي جثه ثالثة.اعترافات:وهنا تضطر ريا إلى الاعتراف بأنها لم تشترك في القتل ولكن الرجلين كانت تترك لهما الغرفة فيأتيان فيها بالنساء وربما ارتكب جرائم قتل في الحجرة أثناء غيابها هكذا قالت ريا في البداية وحددت الرجلين بأنهما عرابي واحمد الجدر وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت أنها عرفت عرابي من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقها وتعرفت علي احمد الجدر من خلال عرابي وقالت ريا أن زوجها يكره هذين الرجلين لأنه يشك في أن احدهما يحبها القضية بدأت تتضح معالمها والخيوط بدأت تنفك عن بعضها ليقترب اللغز من الانهيار تـأمر النيابة بالقبض علي كل من ورد اسمه في البلاغات الأخيرة خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفه أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل ريا، كانت الجثث للمجني عليهن فردوس وزنوبه بنت عليوة وأمينه بعد القبض علي جميع المتهمين تظهر مفاجأة جديدة على يد الصول محمد الشحات هذه المرة جاء الصول العجوز بتحريات تؤكد أن ريا كانت تستأجر حجرة أخرى بحارة النجاة من شارع سيدي اسكندر تنتقل قوة البوليس بسرعة إلى العنوان الجديد وتأمر السكان الجدد بإخلاء حجرتين تأكد الضباط أن سكينه استأجرت إحداهما في فترة وريا احتفظت بالأخرى كان في حجرة سكينه صندرة خشبية تشبه نفس الصندرة التي كانت في غرفه ريا تتم نفس إجراءات نزع الصندرة والحفر تحت البلاط ويبدأ ظهور الجثث من جديد! لقد اتضحت الصورة تماما جثث في جميع الغرف التي كانت تستأجرها ريا وسكينه في المنازل رقم 5 ش ماكوريس و38 ش علي بك الكبير و8 حارة النجاة و6 حارة النجاة ولأول مرة يصدر الأمر بتشميع منزل سكينه بعد هذا التفتيش تتشجع أجهزة الأمن وتنفتح شهيتها لجمع المزيد من الأدلة حتى لا يفلت زمام القضية من يدي العدالة ينطلق الضباط إلى بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ويعثر الملازم احمد عبدالله من قوة المباحث علي مصوغات وصور وكمبيالة بمائه وعشرين جنيها في بيت المتهم عرابي حسان كما يعثر نفس الضابط علي أوراق واحراز أخرى في بيت احمد الجدر وفي هذا الوقت لم يكن حماس الملازم الشاب عبد الغفار قد فتر لقد تابع الحفر في حجرة ريا حتى تم العثور علي جثة جديدة لإحدى النساء بعدها تطير معلومة إلى مأمور قسم اللبان محمد كمال بان ريا كانت تسكن في بيت آخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذه المعلومة ويقول أن ريا تركت هذا السكن بحجه أن المنطقة سيئة السمعة وتقوم قوة من البوليس باصطحاب ريا من السجن إلى بيتها في كرموز ويتم الحفر هناك فيعثر الضباط علي جثه امرأة جديدة!كانت الأدلة تتوالي وان كان أقواها جلباب نبويه الذي تم العثور عليه في بيت سكينه وأكدت بعض النسوة من صديقات نبويه أن الجلباب يخصها ولقد اعترفت سكينه بأنه جلباب نبوية ولكنها قالت أن العرف السائد بين النساء في الحي هو أن يتبادلن الجلاليب وأنها أعطت نبويه جلبابا وأخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت سكينه نجحت سكينه كثيرا في مراوغه المباحث لكن ريا اختصرت الطريق وآثرت الاعتراف مبكرا قالت ريا في بداية اعترافها أنها امرأة ساذجة وان الرجال كنوا يأتون إلى حجرتها بالنساء أثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وأنها لم تحضر سوي عمليه قتل واحدة وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في القضية بديعة
بنت ريا التي طلبت الحصول علي الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها سكينه وزوجها وبالفعل طمأنوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن ورغم الاعترافات الكاملة لبديعة إلا أنها حاولت أن تخفف من دور أمها ريا ولو علي حساب خالتها سكينه بينما كانت سكينه حينما تعترف بشكل نهائي تخفف من دور زوجها ثم تعلن أمام وكيل النيابة أنها غارقة في حبه وتطلب أن يعذروها بعد أن علمت سكينه أن ريا اعترفت في مواجهة بينهما أمام النيابة قالت سكينه أن ريا هي أختها الكبيرة وتعلم أكثر منها بشؤون الحياة وأنها ستعترف مثلها بكل شيء وجاءت اعترافات سكينه كالقنبلة المدوية قالت في اعترافاتها لما أختي ريا عزلت للبيت المشؤم في شارع علي بك الكبير وأنا عزلت في شارع ماكوريس جاءتني ريا تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمة وطلبت ريا أن اذهب معها إلى بيتها اعتذرت لعدم قدرتي علي المشي لكن ريا شجعتني لغاية ما قمت معها..وإحنا ماشيين لقيتها بتحكيلي عن جارتنا هانم اللي اشترت كام حته ذهب قلت لها (وماله دي غلبانه) قالت لي(لا..لازم نز علوها أم دم تقيل دي) ولما وصلنا بيت ريا لقيت هناك زوجي عبد العال وحسب الله زوج ريا وعرابي وعبد الرازق الغرفة كانت مظلمة وكنت هصرخ لما شفت جثة هانم وهي ميتة وعينيها مفتوحة تحت الدكه الرجالة كانوا بيحفروا تحت الصندرة ولما شعروا أني خايفه قالوا لي إحنا أربعه وبرة في ثمانية وإذا أتكلمت هيعملوا فيا زي هانم !..كنت خايفه قوي لكني قلت لنفسي وأنا مالي طالما الحاجة دي محصلتش في بيتي وبعد ما دفنوا الجثة أعطوني ثلاثة جنيهات رحت عالجت بيهم رجلي ودفعت أجرة الحلاق اللي فتحلي الخراج بس وأنا راجعه قلت لنفسي أنهم كدة معايا علشان ابقي شريكه لهم ويضمنوا أني مافتحش بقي وتروي سكينه في باقي اعترافاتها قصه قتل 17 سيدة وفتاة لكنها تؤكد أن أختها ريا هي التي ورطتها في المرة الأولى مقابل ثلاثة جنيهات وبعد ذلك كانت تحصل علي نصيبها من كل جريمة دون أن تملك الاعتراض خوفا من أن يقتلها عبد العال ورجاله! وتتوالي اعترافات المتهمين عبد العال الشاب الذي بدا حياته في ظروف لا دخل لإرادته فيها طلب منه أهله أن يتزوج أرمله أخيه فلم يعترض ولم يدري انه سيتزوج اكبر سفاحه نساء في تاريخ الجريمة وحسب الله الشاب الذي ارتمي في أحضان سكينه أربع سنوات بعيدا عن أمه التي تحضر فجأة للسؤال عن ابنها الجاحد فتكتشف انه تزوج من سكينه وتلتقي بها أم حسب الله فتبكي الأم وتطلب من ابنها أن يطلق هذه السيدة فورا لكن حسب الله يجرفه تيار الحب إلى سكينه ثم تجرفه سكينه إلى حبل المشنقة ليتذكر وهو أمام عشماوي انه لو استجاب لنصيحة أمه لكانت الحياة من نصيبه حتى يلقي ربه برضاء الوالدين وليس بفضيحة مدوية كانت وراء كل متهم حكاية ووراء كل قتيله مأساةمرافعة رئيس النيابة تنهي حياة السفاحين :ووضعت النيابة يدها علي كافه التفاصيل ليقدم رئيس النيابة مرافعة رائعة في جلسه المحاكمة التي انعقدت يوم 10 مايو عام 1921 وكان حضور المحاكمة بتذاكر خاصة أما الجمهور العادي الذي كان يزدحم بشده لمشاهده المتهمين في القفص فكان يقف خلف حواجز خشبية وقال رئيس النيابة في مرافعته التاريخية : هذه الجريمة من أفظع الجرائم وهي أول جريمة من نوعها حتى أن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم إلى القضاء هذه العصابة تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات وقد نزح المتهمون من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات وكانت سكينه من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها وكان زوجها في كفر الزيات يدعي انه يشتغل في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات بعد ذلك سافر المتهمان حسب الله وعبد العال واتفقت سكينه وريا علي فتح بيوت للهوي وكان كل من يتعرض لهما يتصدي له عرابي الذي كان يحميهما وكان عبد الرازق مثله كمثل عرابي يحمي البيت اللي في حارة النجاة وثبت من التحقيقات أن عرابي هو الذي أشار على ريا بفتح بيت شارع علي بك الكبير أما عن موضوع القضية فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها وكانت تلك طريقه عقيمة لان التحريات والتحقيقات كانت ناقصة مع أن البلاغات كانت تحال إلى النيابة وتأمر الإدارة بالبحث والتحري عن الغائبات إلى أن ظهرت الجثة فعدلت الداخلية طريقه التحقيق عمن يبلغ عنها وآخر من غابت من النساء كانت فردوس يوم 12نوفمبر وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر وأثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان احد الناس وهو المدعو مرسي وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل ريا فعثر علي جثه بني ادم فاخبر خاله الذي ابلغ البوليس وذهب البوليس إلى منزل ريا للاشتباه لأنها كانت تبخر منزلها لكن الرائحة الكريهة تغلبت علي البخور فكبس البوليس علي المنزل وسالت ريا فكانت أول كلمه قالتها أن عرابي حسان هو القاتل بعد أن أرشدت عن الجثث وتم العثور علي ثلاث جثث واتهمت ريا احمد الجدر وقالت أن عديله كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وان عديله لم تذهب إلى بيت ريا إلا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله واعترفت سكينه أيضا اعترافا أوضح من اعتراف ريا ثم احضر حسب الله وعبد العال وأمامهما قالت ريا وسكينه نحن اعترفنا فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أي شائبة وعندما بدا رئيس النيابة يتحدث عن المتهمة أمينه بنت منصور قالت أمينه أنا مظلومة فصاحت فيها سكينه من داخل قفص الاتهام أزاي مظلومة وفي جثه مدفونة في بيتك دي انتي أصل كل شيء من الأول ويستطرد رئيس النيابة ليصل إلى ذروة الإثارة في مرافعته حينما يقول :أن النيابة تطلب الحكم بالإعدام علي المتهمين السبعة الأول بمن فيهم (الحرمتين)ريا وسكينه لان الأسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالإعدام علي النسوة قد زالت وهي أن الإعدام كان يتم خارج السجن..أما الآن فالإعدام يتم داخل السجن ..وتطلب النيابة معاقبه المتهمين الثاني والتاسع بالإشغال الشاقة المؤبدة ومعاقبه الصائغ بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراي محكمة الإسكندرية الأهلية في يوم الاثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339). رئيس المحكمة مــــلاحــظـــــــــة هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن في 30 أكتوبر سنة 1921